حللت أهلا ونزلت سهلا
سعداء بتواصلك معنا
وننتظر ابداعاتك
بحول الله
حللت أهلا ونزلت سهلا
سعداء بتواصلك معنا
وننتظر ابداعاتك
بحول الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2 Ouoous10  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  دروسدروس    

 

 تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
omar2014
عصو ذهبي
عصو ذهبي



عدد المساهمات : 499
نقاط : 9047
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2 Empty
مُساهمةموضوع: تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2   تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 01, 2014 1:03 pm

يرسم لنا القرآن صورة مشرقة للنموذج الحي الرائع الذي يبحث فيه الإنسان عن الحق ويسعى إليه، وهو صورة النبي العظيم إبراهيم - عليه السلام - في سعيه الحثيث للوصول إلى الحق لينتهي بعد ذلك إلى موقف الإيمان الحق بأقصر طريق وأقواه، وهو موقف رائع يصور لنا رحلة الإنسان الباحث عن الحق من موقع الشك إلى موقع الإيمان، قال - تعالى -: (وَكَذَلِكَ نُرِيَ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمّا جَنّ عَلَيْهِ الْلّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبّ الأفِلِينَ * فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لّمْ يَهْدِنِي رَبّي لأكُونَنّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالّينَ * فَلَماّ رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـَذَا رَبّي هَـَذَا أَكْبَرُ فَلَمّا أَفَلَتْ قَالَ يَقَوْمِ إِنّي بَرِيَءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ * إِنّي وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام: 75، 79).

فقد بدأت القضية مثلما بدأت عند البسطاء والساذجين من قومه، من الخضوع للظواهر الكونية، فيما تمثله من عظمة وفيما يكتنفها من أسرار. فكانت عبادة الكواكب.. وكانت عبادة القمر والشمس وأوضاعها المختلفة هي التي تقررت في وعي الناس على ضوء ما نفهمه من التدرج في قضية الألوهية المدعاة من الصغير إلى الكبير إلى الأكبر، مما جعل إبراهيم يشعر بالخضوع للشمس في النهاية فيعتبرها ربَّا يستحق العبادة؛ لأنها أكبر من الكوكب والقمر، فهي أحق بالعبادة، وكانت الفكرة تنمو في ذهنه أمام عظمة هذه أو تلك.. ولكنها لم تلبث أن تضاءلت إزاء حالة الأقوال التي تُمثل الضعف.

والغيبوبة عن الكون في نظامه ودوامه، إنها الصورة الحية للإنسان الذي يعيش قلق المعرفة بروح واعية متفتحة خاضعة للحق في كل أدلته وبراهينه.

وينقل لنا القرآن صورة أخرى عن إبراهيم النبي - عليه السلام - في موقف آخر يجسد لنا فيه طبيعة الإنسان الذي يريد أن يؤمن، ويعمل على أن يتجاوز الإيمان إلى المستوى الذي يحصل فيه على الاطمئنان الروحي، وهو قوله - تعالى -: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَىَ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىَ وَلَـكِن لّيَطْمَئِنّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ الطّيْرِ فَصُرْهُنّ إِلَيْكَ ثُمّ اجْعَلْ عَلَىَ كُلّ جَبَلٍ مّنْهُنّ جُزْءًا ثُمّ ادْعُهُنّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: 26).

وقد وردت هذه القصة بعد قضية عُزير، وسبب سؤال إبراهيم أنه مر بساحل طبرية فوجد جيفة إنسان فلما رآه وجد السباع والطيور والسمك تأكل منها فاشتاقت نفسه لرؤية جمع الله لها.

فقال النمرود: أنا أحيي وأميت، ودعا برجلين فقتل أحدهما وعفا عن الآخر، فقال له إبراهيم: ليس هذا إحياء، فإن الإحياء إدخال الروح في الجسم وتقويمه بها.

فقال النمرود: أو ربك يفعل ذلك؟ فقال إبراهيم: نعم. فقال له: هل عاينته؟ فانتقل لحجة أخرى وهي: (فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ)، فعند ذلك تشوق للمعاينة لتقوى حجته على قومه.

وسأله الله - تعالى -: (أو لم تؤمن) أي بقدرتي على الإحياء، سأله مع علمه بإيمانه ليجيبه بما سأل فيعلم السائلون غرضه.

وهو أن سؤاله ليس لعدم إيمانه ولكن ليسكن قلبه بالمعاينة المضمونة إلى الاستدلال وذلك لا يقدح في إيمان إبراهيم فإن الإنسان يؤمن برسول الله وبيت الله الحرام ولكن قلبه يظل مشتاقا ومضطربا لمشاهدتهما ومع ذلك لا يقدح ذلك في إيمانه، وهذا كسؤال موسى رؤية الله مع كونه في أعلى مراتب الإيمان(حاشية الصاوي على تفسير الجلالين (1/124).

إذن فإبراهيم يؤمن بقدرة الله المطلقة، إيمانا ينبع من التفكير والملاحظة، ولكنه يطلب أن ينطلق الإيمان من عملية الحس؛ لأنها تربط القلب بالفكر والعقل بالنظر.. وبكل قوة.. ولم يكن هذا الطلب تحديًا، بل كان دعاء ورجاء حارًّا. يتمنى فيه على الله - بشعور صادق - أن يستجيب له لقدرته على ذلك وحاجته إليه من خلال مسؤوليته الرسالية في مجتمعه الكافر الذي اضطربت فيه جوانب العقيدة وتعددت فيه طرق الضلال.



دعوة القرآن إلى الاستقلالية في التفكير:

لقد دعا القرآن إلى الابتعاد عن الأجواء الانفعالية التي تبعد الإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير. فإنه قد يخضع في قناعاته وأفكاره للجو الاجتماعي الذي تنطلق فيه الجماعة في أجواء انفعالية حماسية لتأييد فكرة معينة، أو رفض فكرة خاصة.. الأمر الذي يفقد فيه الفرد استقلاله الفكري وشخصيته المميزة فيعود ظلا باهتا للجماعة.

وقد صور لنا القرآن ذلك فيما نقله لنا من أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حواره مع مشركي مكة عندما اتهموه بالجنون، فقد دعانا إلى التجرد عندما نريد أن نتبنى فكرة أو نرفضها.

قال - تعالى -: (قُلْ إِنّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلّهِ مَثْنَىَ وَفُرَادَىَ ثُمّ تَتَفَكّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مّن جِنّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ: 46).

حيث دعاهم إلى الانفصال عن الجو المحموم الذي لا يملكون معه أفكارهم.. بأن يتفرقوا مثنى وفرادى، في موقف فكر وتأمل يرجع إليهم أفكارهم وشخصياتهم؛ لأن طبيعة الفكر الهادئ الواعي أنه يضع القضية في موقعها الطبيعي، لينتهي إلى الإقرار - بعد ذلك- بأنه رسول الله إلى الناس.

وقد واجه القرآن التقديس المطلق لعقائد الآباء والأجداد وبين أن قضايا الفكر يجب أن تنبع من عقل الإنسان بعيدا عن أي تأثير عاطفي أو خارجي.

فليس أمام الإنسان ليؤمن أو لا يؤمن إلا أن يدرس القضية في إطارها الطبيعي من خلال الجوانب التي تؤثر فيها وتتأثر بها من الناحية الفكرية.. قال - تعالى -: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آباءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170).

(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مّن نّذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىَ أُمّةٍ وَإِنّا عَلَىَ آثَارِهِم مّقْتَدُونَ * قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىَ مِمّا وَجَدتّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوَاْ إِنّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف: 23 -24).

نواجه في هذه الصورة إصرارا على رفض رسالة الله، بحجة مخالفتها لما عليه الآباء.. فكان منهج القرآن في ردهم.

هو محاولة إثارة عنصر التساؤل أمامهم، حول الإمكانات الفكرية التي كان يملكها آباؤهم، مع توجيههم إلى القيام بعملية موازنة بين ما لديهم من تراث آبائهم وبين ما تأتيهم به الرسالات من قبل الله، فقد يطلعون على أفضلية الرسالة، وبالتالي يخرجون من جو القداسة والهالة الكبيرة لآبائهم إلى الجو الطبيعي الذي يوحي لهم بأن احترام الآباء لا يمنع من قابليتهم للخطأ؛ لأنهم غير معصومين.

وهكذا نجد أن القرآن يريد أن يصل إلى نتائج إيجابية في جانب المعرفة والاقتناع بالفكر من خلال عدة أساليب: كالدعوة إلى النظر والاستدلال والابتعاد في مجال الفكر عن الأجواء العاطفية.. إلخ، وكل هذه الأساليب تنتهي بالفكر المسلم إلى الانطلاق في التعرف على أسرار الكون وقوانينه من أجل اكتشاف الطريقة التي يستطيع الإنسان الاستفادة منها في التعامل مع هذه القوانين في مجالات الحياة المتحركة في أكثر من اتجاه.

ونخلص من كل ما سبق إلى أن العلم - في الإسلام - يمر من طريق الدين.

على أساس جعل قضية الإيمان حافزا هاما للإنسان لاكتشاف خالقه من خلال اكتشافه لعظمة خلقه، وهذا ما يعرف بدليل الأثر على وجود المؤثر، وهكذا فكلما ازداد الإنسان علما ازداد معرفة بالله، وكلما ازدادت معرفته ازداد تدينه وخشيته من الله وهذا ما تعبر عنه الآية الكريمة: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) خصوصًا في الوسط العلمي، المهتم بدراسة علوم النبات والأحياء والفيزياء والكيمياء... إلخ، ويبقى ما ورد في القرآن من حديث عن الإنسان وخلقه من النطفة إلى الموت إلى الزرع الذي نزرعه والماء الذي نشربه والنار التي نوقدها.. يبقى كل ذلك مجرد إشارات وتنبيهات إلى بعض الحقائق والنواميس الكونية التي ينبغي أن تستكشف؛ لأن القرآن هو كتاب هداية وإرشاد إلى خيري الدنيا والآخرة قبل كل شيء؛ وليس كتابا في العلوم الكونية ترد إليه كل نظرية قد تتغير أو يثبت بطلانها بعد حين.

ما يهمنا من كل هذا، هو أن القرآن قد أرشدنا إلى الطريقة السديدة في البحث، ووضع لنا أسس المنهج العلمي السليم.

هذه الأسس التي تقوم على النظر والملاحظة والتحقق والتقصي وتحكيم الفكر، والتأمل في حصيلة كل ذلك للوصول إلى الحقائق والقوانين بتركيب الجزئيات والتفاصيل.

وحسب القرآن الكريم أنه حطم أمام العقل القيود، ورفع عن الحجب وحفزه إلى الانطلاق على ألا يتجاوز حده ويتخطى ميدانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال 1
» الإعجاز العلمي في الصلاة
»  الإنتاج الفكري والبحث العلمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: اسلاميات :: القران الكريم-
انتقل الى: