حللت أهلا ونزلت سهلا
سعداء بتواصلك معنا
وننتظر ابداعاتك
بحول الله
حللت أهلا ونزلت سهلا
سعداء بتواصلك معنا
وننتظر ابداعاتك
بحول الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
 في منهج فهم الحديث الشريف  1 Ouoous10  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  دروسدروس    

 

  في منهج فهم الحديث الشريف 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
omar2014
عصو ذهبي
عصو ذهبي



عدد المساهمات : 499
نقاط : 9457
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

 في منهج فهم الحديث الشريف  1 Empty
مُساهمةموضوع: في منهج فهم الحديث الشريف 1    في منهج فهم الحديث الشريف  1 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 01, 2014 2:08 pm

في منهج فهم الحديث الشريف
لم ينشأ مصطلح "السنة النبوية" المطهرة ولم يُعرف باستفاضة كاملة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان شائعا في اللغة، متداولاً في كثير من سور القرآن بمعانٍ مختلفة، ووارداً في بعض الأحاديث بلفظ سنتي(1) ونحوها. وهو في ذلك ينسجم مع المعنى اللّغوي لكلمة سنة والتي تعني - في الغالب - الطريقة والعادة. فإذا قيل "سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" فإن ذلك يعني طريقته وعادته - صلى الله عليه وسلم - فيما يقول وفيما يفعل، وفيما يُقرّ وفيما يستنكر، وفيما يأمر به، وفيما يدعو إليه أو ينهى عنه.


ولقد تنوعت اصطلاحات علماء المسلمين كثيرا فيما يتعلق بمصطلح السنة بعد عصر التدوين. فالفقهاء يطلقون كلمة سنة ويريدون بها السنن والنوافل، كما في الصلاة والصيام والصدقة، وهو كل ما حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على القيام به ويُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه. مثال ذلك سنة الفجر والظهر... وصيام الاثنين والخميس. وأما الأصوليون فيطلقون كلمة سنة ويريدون بها الدليل الشرعي الثاني. فأدلة الأحكام الشرعية المتفق عليها عندهم هي كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وأما المحدِّثون فالسنة عندهم هي المرويات التي رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء اشتملت على أقوالٍ أو أفعالٍ أو تقريرات (والتقرير كما هو معروف يعني أن يَحدث شيءٌ أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقره ولا يستنكره).


الوحي والنبوة:

لقد اقتضت حكمة الله جل شأنه حين استخلف آدم في هذا الكون وعهد إليه عهداً ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما (طه: 115) أن يعزز هذا العهد بالنبوة. فالنبوة هي المُذكِّرةُ لآدم بمهمته في هذه الأرض، والمُعلِّمةُ له كيف يعمرها، وكيف يحقق معاني الخلافة ومهامها. والنبوة قضية غيبية من الصعب أن نُخضعها لمقاييس المنطق الإنساني والعقل الإنساني، وإن كانت مفهومة في إطار الرؤية الإسلامية خاصة والرؤية الدينية بشكل عام. فالنبي هو إنسان أوحي إليه بشرعٍ ولم يؤمر بتبليغه، وإنما أوحي إليه بما يمكن أن يجعله نموذجاً لغيره من الناس في أقواله وأفعاله وتفاصيل حياته المختلفة. حتى إذا أُمر النبي بتبليغ ما أوحي به إليه صار رسولا.

والوحي لغةً الكلام الخفي، وهو أيضا عملية غيبية. وقد حصر الباري جل شأنه عملية الاتصال بينه وبين البشر بطرق ثلاث كما في الآية الكريمة وما كان لبشر أن يكلمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء (الشورى: 51). وعند الحديث عن مصطلح "الوحي" فإن من الضروري أن نفهم أن هناك شيئاً فوق عقولنا في عملية الاتصال بحيث لا يمكن تحويلها إلى عملية طبيعية أو الادعاءُ بأنها ممكنة التكرار، أو إعطاؤها أي صفة كسبيَّة إنسانية. فهذا البعد الغيبي في النبوة والرسالة يجب أن يُعرض على حقيقته وعلى طبيعته الغيبية هذه. ولابد من التسليم - ابتداءً - بأن ما يحيط بنا في هذا الكون حاصلٌ وفق سنن وقواعد يتفاعل فيها الغيب والإنسان والخلق الطبيعي، ومن يتجاهل هذا فإنه سيشعر - لا محالة - بالعجز عن فهم كثير مما يجري حوله. ومن هنا فإنه لا يصح أن نستبدل مثلاً كلمة النبي أو الرسول بالعبقري أو نحوه مما هو مشترَكٌ إنساني، وكذلك مفهوم "الوحي" بأي تصور آخر. مثل حديث البعض عن قضايا الكمبيوتر والترميز، أو الادعاء بأن قضية الوحي من المحتمل أن تكون عبارة عن لغةٍ رمزيةٍ رياضيةٍ... الخ. فمن الواضح أن مثل هذه التأويلات غير واردة، وتعطي التفسير الخاطئ لكثير من الظواهر. فعلى الإنسان إذا أن يعرف حدوده النسبيَّة التي يدور فيها، فهو مخلوق نسبيّ، يولد بتاريخ معين ويموت بتاريخ معين ولا يستطيع أن يحيط بكل شيء علما. وكل ما يستطيع الوصول إليه فهو محدود بحدود طاقته وإمكاناته وظروفه البشرية في فترة زمنية محددة، ووفقا لإطارٍ ذهني معين. والخلاصة أننا معشر المسلمين نؤمنُ بإلهٍ متجاوزٍ متعالٍ منفصلٍ وقريب في الوقت ذاته، متّصفٍ بجميع صفات الكمال، منزّهٍ عن سائر صفات النقصان، لا يمكن للإنسان أن يتصل به كما يريد لتلقّي المعرفة، بل أن عملية الاتصال هذه غير ممكنة إلا بالطرق التي حددها الخالق جل شأنه وفي مقدمتها "الوحي".

الرسالات:

تنقسم الرسالات السماوية إلى قسمين: الأول، هو كل الرسالات التي سبقت رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: ينحصر في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

أما النوع الأول منها فإننا نجد فيه أن الرسل جاءوا إلى أقوام بعينهم محددين في قرية أو قوم، وفي إطار زمني محدد كذلك، يدعون أولئك الأقوام أو أهل القرى إلى عبادة الله الواحد الأحد، و لا يحاول هؤلاء الرسل الاتصال بالأقوام الآخرين. فبُعث موسى - عليه السلام - إلى بني إسرائيل وحدهم، وبُعث نوح إلى قومه وحدهم، وكذلك هود بُعث إلى عاد فقط. ولم تخلُ أمةٌ من نبي وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (الإسراء: 15)، وإن من أمة إلاّ خلا فيها نذير (فاطر: 24).

وأما النوع الثاني فهو رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي الوحيدة الشاملة والكاملة والعامة والعالمية والخاتمة. وتتصف رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - بخصائص معينة تجعلها مختلفة عن الرسالات التي سبقتها في عدد من القضايا:

أولا: أن هذه الرسالة صدّقت الرسالات التي سبقتها. وعملية "التصديق" هنا تتمثل في استرجاع كل ما ورد من مُشترَكٍ بين الرسل في تلك الرسالات بغرض نقدها وبيان الزائف والمزيد والمحرّف فيها، وتصحيح الصحيح وبيان الخطأ. ولذلك امتلأ القرآن الكريم بذكر الأنبياء السابقين وأممهم وأحوالهم. ويترافق مع صفة "التصديق" صفة "الهيمنة"، فهذه الرسالة مهيمنة على جميع الرسالات السابقة كما ورد ذلك في صريح القرآن وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه (المائدة 48) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً (الأعراف 158). وهكذا فهي رسالة عالمية عامة شاملة دائمة إلى يوم القيامة.

ثانيا: أن هذه الرسالة تتضمن شريعةً مخففةً وميسرة. وهذا يتضح من قول الله جلّ شأنه في سورة الأعراف واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون. قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلاّ هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (الأعراف: 155-158).

وتحتاج هذه الآيات منا إلى تدبر عميق. فالسياق القرآني يذكر أن موسى - عليه السلام - سأل الله أن: اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، والمناسب لمجمل السياق ولمقتضى الحال، أن تكون الحسنة الدنيوية التي سألها موسى - عليه السلام - لقومه شاملة لتخفيف أحكام الشريعة الموسوية التي كان منطلق بعض أحكامها ظلم الذين هادوا وتحريفهم فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم (النساء: 160) فهي أحكام فيها إصرٌ وأغلال وشدة تناسب غلاظ الأكباد، قساة القلوب الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة (البقرة: 74). وجواب الخالق جل شأنه لعبده وكليمه يثني بشمول "الحسنة" في هذه الدنيا تخفيف الأحكام، وتيسير الشريعة، ورفع الإصر والأغلال ليحيى قومه الحياة الطيبة ويتمكنوا من طاعة الله - تعالى –(2).

ولكن الباري تبارك و- تعالى - أنبأ موسى بأن هذه الأمور مُدّخرةٌ لتكون خصائصَ للشريعة الشاملة العامة الكاملة القائمة على لطفه وعدله - تعالى -. وهو - سبحانه وتعالى- لا يورد بعد ذلك إجابةً مباشرة لهذا الطلب، لكنه يوحي بتجاوزه له بشكل غير مباشر في بقية السياق، وذلك عبر نقلةٍ بيانيةٍ تربطُ استحقاق قومٍ آخرين لما طلبه موسى - عليه السلام -، وهؤلاء الآخرون لهم صفاتهم المعيَّنة، ومنها أنهم الذين يتبعون الرسول النبي الأمي، وهو الرسول الذي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فالسياق هنا يوحي بنقلةٍ أساسية توضح خصائص الرسالة الخاتمة، فبعدما كانت الشرائع من قبلُ شرائعَ عُسرٍ وأغلال وتشديد، تأتي الشريعة القرآنية - شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - باليسر والتخفيف والرحمة. ليكون ختام السياق - بعد ذلك - توجيه النداء العالمي الذي يوضح أن هذه الرسالة ليست للعرب وحدهم، ولا للمسلمين وحدهم، ولا للمعاصرين وحدهم، وإنما هي رسالة للناس جميعا في كل زمان ومكان، وأنها وحدها القادرة على أن تكون شريعة العالمين.

مصادر الشريعة الإسلامية:

لهذه الرسالة الخاتمة مصدرٌ واحد منشئٌ هو القرآن الكريم، وأما السنة فهي مصدرٌ مُبيّنٌ للقرآن تدور معه حيث دار. وكلا المصدرين محفوظ، فأما القرآن فقد تكفل الله جلّ شأنه بحفظه بكامل حروفه، ولم يكل ذلك لأحد من الناس بمن فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر: 9)، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربي زدني علما (طه: 114)، لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه (القيامة: 16-18). هذا الكتاب الكريم هو المصدر الوحيد للهداية بكل أنواعها ولجميع البشرية في كل ظروفها وأماكنها وأزمنتها، لا يضيق عن شعب أو قوم، ولا يعجز عن استيعاب حضارة أو نسق حضاري باقٍ على هذه الأرض دون زوال منذ ذلك العهد وإلى يوم القيامة. وذلك بما اشتمل عليه من مؤشرات الهداية، وبما تضمَّنهُ من الكليّات والمقاصد والغايات التي تستوعب ظروف الحياة مهما اختلفت وتنوعت وتباينت.

يلازم القرآنَ ملازمةً تامّةً - كمصدرٍ مُبيّنٍ للرسالة الخاتمة - السُنّةُ النبويةُ المطهرة. وملازمتها للقرآن هي أوضح ما تكون في قوله - تعالى -: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون (الأعراف 157). فهنا ينسب الله التحليل والتحريم ووضع الإصر والأغلال إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وكأنه - جلّ شأنه - جمع بين القرآن الكريم الذي يحمله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وليس له فيه إلاّ البلاغ، وبين السنة التي سوف يعبّر عنها باعتبارها بياناً وتطبيقاً وتنزيلاً وربطاً لقيم القرآن الكريم بالواقع الذي عاش فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ليتضح ببيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهج التطبيق والتأسي وفهم القرآن وتغيير الواقع والمجتمع به.

هذه هي الصورة الحقيقية للمصادر التي تشكل المرجعية النهائية للبشرية إلى يوم الدين، بدون الحاجة إلى أية مرجعية إضافية أخرى. وهذا ما عبر عنه الله جلّ شأنه بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً (المائدة: 3)، وعبر عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما: كتاب الله وسنتي"3 وأيضاً "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك"4.

كيف تتحقق المرجعية:

وتتحقق تلك المرجعية من خلال قراءتين: قراءة الوحي وقراءة الوجود، فَهْمٌ للوحي وفهم للكون. بحيث يمضي الإنسان - الذي رزقه الله عينين - على بصيرة في هذه الدنيا، فعينٌ على الوحي الهادي، وأخرى على هذا الكون المُسخَّر. وحيث إنَّ القراءة قراءة إنسانية، والفهم فهم إنسانيٌّ، وحيث أن العقل الذي يتعامل مع النص هو عقل إنساني بكل قصوره وعيوبه، فإن أول ما يبرز إلى حيز الدراسة في هذا المجال إشكالية جدلية النص والواقع التي تحتاج إلى تحليل.

ففي إطار الفهم السابق يأتي الفهم البديهي بأن البشرية يجب أن تصبح في حالٍ أفضل، بعد أن امتلكت الكتاب المعصوم، الذي حُفظت أحرفه كأنها مواقع النجوم، وامتلكت الهدي النبوي الذي يمثل المنهاج التطبيقي لقيم الكتاب المعصوم في الواقع البشري. ويصبح كل المطلوب هو أن يرجع الإنسان بشكل متواصل إلى هذين المصدرين، بعقل متفتح قادر على أن يقرأ الوحي، وقادر على أن يقرأ الكون معه. والتاريخ يشهد كيف كانت البشرية تتدرج في صعد الكمال بقدر تطبيق تلك القاعدة. من هنا فإن أي خلل يحدث في مرحلة ما من التاريخ يجب أن يُفسّر على أنه مسؤولية القراءة الخاطئة، ومسؤولية العقل البشري وتصوره، وليس بحال مسؤولية النص بشكل مباشر.

ونحن حتى نفهم أي نص، لا بد لنا من معرفة النموذج (paradigm) الكامن في ذهن قائل النص (ونقصد بالنموذج مجمل المنطلقات النظرية الأساسية التي يصدر عنها تصور قائل النص وطروحاته، والتي يتحدد من خلالها تماما المعنى الذي أراده). وهذا يتحقق - في حالة كون القائل بشراً - بأن نسأله مباشرةً عن قصده وعن المعنى الذي يرمي إليه. فإذا لم نتمكن من ذلك، فإننا نقوم بأنفسنا برحلةٍ في ذهن قائل النص من خلال مجمل كتاباته وطروحاته لنعرف النموذج الذي يتحدث من خلاله.

إلا أن مشكلة أخرى تبرز هنا، تلك هي مشكلة قارئ النص. فالقارئ نفسه عنده نموذج في القراءة (أي تصورٌ عام معين للكون والحياة والإنسان)، وهو يتأثر في قراءته تلك بكل ما يحيط به في هذه الحياة. هذا في حالة النص البشري، أما في حالة النص الإلهي فإننا لا نستطيع أن نتعامل معه إلاّ في حدود كونه قولاً إلهياً، أي أننا لا نستطيع تطبيق القاعدة الأولى إلا في حدود استقراء المقاصد والأهداف والغايات التي وضعها - سبحانه - في مواضع متعددة من كتابه الكريم. ثم تبقى - بعد ذلك - مشكلة القارئ والنموذج الذي يقرأ من خلاله، لمعرفة ماهية المؤثرات التي تتدخل في عملية الفهم أو عدمه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في منهج فهم الحديث الشريف 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  في منهج فهم الحديث الشريف 2
»  في منهج فهم الحديث الشريف3
»  منهج القران في استدلاله على إمكان البعث1
» منهج القران في استدلاله على إمكان البعث2
» الحديث » صحيح البخاري » كتاب الغسل » باب الوضوء قبل الغسل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: اسلاميات :: حديت-
انتقل الى: