الطنين
الطنين ضجيج مستمر في الذنين ليس له سبب خارجي ، و مع أن هذا الضجيج يطلق عليه عموماً رنين في الأذن ، إلا أن التسمية مضللة لأن الصوت ليس دائماً رنيناً ، إذ يمكن أن يكون أيضاً أزيزاً أو صفيراً أو نوعاً آخر من الضوضاء .
و كل منا تقريباً جرب الطنين لثوانٍ أو دقائق قليلة بعد سماع ضوضاء صاخبة ، مثل صفارة إنذار أو ثقابة يدوية ، أو بعد حضور حفل موسيقي روك صاخبة .
و الطنين كذلك عرض لبعض اعتلالات الأذن مثل مرض منيير ، الذي يسببه عدم توازن السائل في الأذن الداخلية ، و التهاب التيه ، و هو التهاب في الأذن الداخلية ، و كثيراً ما يزول الطنين من تلقاء نفسه ، و لكنه قد يكون متكرراً .
الأسباب :
السبب الرئيسي لكنين الأذن تلف عصبي في الأذن الداخلية ، عادةً نتيجة التعرض لضوضاء صاخبة ، و قد يكون الطنين كذلك عرضاً لعدد كبير من الحالات الطبية ، بما فيها زيادة شمع الأذن ، و ثقب طبلة الأذن ، و أنواع الحساسية التنفسية ، و التهاب الجيوب الأنفية ، و ارتفاع ضغط الدم و انخفاضه ، و مرض السكر ن و أمراض القلب ، و إصابات لارأس و الرقبة ، و أورام المخ ، و يمكن أن يكون أثراً جانبياً لأدوية عديدة تشمل المضادات الحيوية الأمينوجليكوزيدية و كيندين لضربات القلب غير المنتظمة ، و سيكبلاتين للسرطان ، و الأسبرين ، و يزداد حدوثه في الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة و الخمسين .
مرض منيير :
يتسم هذا المرض بنوبات من الطنين و الدوار و نقص السمع و الغثيان ، و تحدث الأعراض عندما يمتلئ التيه كثيراً بالسائل لدرجة أن الأغشية المحيطة تنفجر و تتلف الخلايا الحسية المجاورة ، و سبب تجمع السائل هذا غير معروف و لكنه قد يتأثر بعوامل عديدة منها عدوى الجهاز التنفسي أو الأذن الوسطى و إصابات الرأس و احتساء الكحول المفرط ، و يكثر حدوث مرض منيير في النساء ، و يختلف نمط و شدة الأعراض بشكل كبير ، فبعض الناس تصيبهم النوبات كل بضع ساعات ، و بعضهم تصيبهم كل بضع سنوات ، و عادة يصيب مرض منيير أذناً واحدة فقط .
التهاب التيه :
ينجم التهاب التيه في الأذن الداخلية عن عدوى فيروسية عادةً ، و قد تنشأ العدوى في الأذن الوسطى ثم تنتشر إلى التيه ، و تشمل مصادر العدوى الأخرى الالتهاب السحائي البكتيري والأنفلونزا و الحصبة و الحلأ و التهاب الكبد ، و تشمل الأعراض الطنين و نقص السمع و الدوار و الغثيان والقيئ .
الوقاية أكثر الطرق فعالية لتجنب الرنين في الأذنين أن تحمي الأذنين من الضوضاء الصاخبة ، ضع سدادات أذن واقية عندما تشغل آلات صاخبة ، اجعل صوت الموسيقى عند مستوى معتدل خاصة عند وضع سماعات الأذن ، إضافة إلى ذلك ، حاذر من إصابات الرأس بربط حزام الأمان عند ركوب السيارة ، و استخدام غطاء الرأس الواقي عند ممارسة رياضات مثل ركوب الدراجات و التزلج و الهوكي ، و حصولك على علاج فوري لعدوى الأذن و الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن يقلل من خطر حدوث التهاب التيه ، و تشمل الإجراءات الأخرى التي قد تقلل حدوث الطنين معالجة حالات الحساسية التنفسية ، و تجنب التدخين ، و اتخاذ الاحتياطات لأمراض القلب الوعائية بالرياضة المنتظمة و تناول غذاء صحي و التقليل من تناول ملح الطعام و الكافيين و الامتناع عن الكحول .
التشخيص :
سوف يسأل الطبيب عن الأعراض و التاريخ الطبي و يفحص الأذنين ليشخص أسباباً ، مثل تجمع شمع الذن أو عدوى الأذن ، و قد يلزم فحص آخر يقوم به أخصائي في الذن و الحنجرة و فحوص سمعية يقوم بها أخصائي سمعيات لتشخيص أمراض أخرى ، و قد تجرى فحوص أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية على الرأس و التصوير الوعائي للكشف عن الاعتلالات التركيبية أو الانسدادات في الأوعية الدموية .
العلاجات :
يعتمد العلاج على السبب ، و كثيراً ما يلزم العلاج الطبي عندما يكون السبب اعتلالاً في الأذن ، و لا يوجد شفاء لمرض منيير ، و لكن بعض العلاجات يمكن أن تخفف الأعراض .
إزالة شمع الأذن :
يمكن أن يتم هذا في المنزل بالزيت المعدني أو فوق أكسيد الهيدروجين أو مستحضرات إزالة شمع الأذن .
مقنعات الطنين و المساعدات السمعية :
توضع مقنعات الطنين في الأذن مثل المساعدات السمعية ، بحيث تولد صوتأً خفيضاً ساراً يخفي الضوضاء المزعجة داخل الرأس ، و عندما يكون الطنين متعلقاً بنقص السمع ، فقد تنفع المساعدات السمعية بتكبير الأصوات الواردة بحيث تحجب الأصوات الداخلية .
علاج الضغط :
الأجهزة المحمولة التي تزيد الضغط في الأذن يمكن أن تخفف أعراض مرض منيير .
الجراحة :
يوصى بالجراحة عندما يكون مرض منيير سبب الطنين و لا يمكن السيطرة على الأعراض بمعالجات أخرى ، و يتضمن أحد الإجراءات الجراحية إحداث ثقب تصريف في الأذن الداخلية للتخلص من السائل الزائد ، و يتضمن إجراء آخر قطع العصب الدهليزي الذي يساعد على التحكم في التوازن ، و لأن مرض منيير يصيب اذناً واحدة فقط ، فإن هذا يجبر جهاز التوازن في الأذن الأخرى ، أن يضطلع بالمهمة ، و مع أن الجراحة فعالة ، إلا أنها يمكن أن تسبب الصمم .
الأدوية :
يمكن للمضادات الحيوية شفاء التهاب التيه و العدوى البكتيرية الأخرى . و قد وجد أن المضادات الحيوية الموضعية في الأذن تخفف أيضاً من مرض منيير . و تستطيع مضادات الهستامين السيطرة على حالات الحساسية التنفسية .
و يمكن لمضادات الهستامين و مدرات البول أن تخفف مرض منيير بتقليل كمية السائل في الذن الداخلية ، و يمكن أن يسبب الرنين في الأذنين اكتئاباً ، و ارقاً ، و توجد خيارات علاجات عديدة لهذه الحالات تشمل العلاج السلوكي ، و مضادات الاكتئاب ، و تعديل النظام الغذائي و التأمل .
العلاج الطبيعي :
حيث إن أعراض مرض منيير يمكن أن تشتد متى كان الجسم في أوضاع معينة ، يمكن للعلاج الطبيعي أن يفيد بتعليمك طرقاً لتجعل هذه الأوضاع أقل إزعاجاً .
علاج الطنين بإعادة التدريب :
يهدف هذا العلاج لمساعدة المرضى على التعود على أصوات الطنين حتى يتوقفوا عن ملاحظتها ، و يتحقق هذا بالإرشاد النفسي و استخدام أداة تولد صوتاً في الخلفية مثل مقنعات الطنين ، لثماني ساعات يومياً على الأقل ، و قد يأخذ هذا النوع من العلاج 12-24 شهراً قبل أن يستغني عن الآداة التي توضع داخل الأذن .
أساليب الاسترخاء :
يمكن أن يزيد التوتر من الطنين ، و قد ينفع الارتجاع البيولوجي ، و اساليب الاسترخاء الأخرى في تخفيف الأعراض ، و يستخدم التنويم أحياناً أيضاً لعلاج الطنين .
الإرشاد النفسي :
يمكن أن يفيد في السيطرة على الاكتئاب المقترن بالطنين المتكرر ، و تقوم مجموعات دعم للمصابين بالطنين بإعطاء أساليب تساعدهم في التغلب على الأعراض و تقليل التوتر .