تاريخ الحرمين الشريفين
بيت الله الحرام بين الخليل وحفيده عليهما السلام
بيت الله الحرام بين إبراهيم وحفيده محمد صلوات الله وسلامه عليهما
إن الحديث عن بيت الله الحرام بين نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام وحفيده نبي الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ طبعياً بالحديث عن تاريخ ذلك البيت الذي شرفه الله تعالى وشرفه بشرفه ما جاوره من بقاع، وشطت بركاته ونفحاته كل من أمه وقصده طاعة وتعبدا لله رب العالمين. بل عم خيره من كل بقاع الدنيا من آمن به بيتاً لله، وعظمه وكرمه ورعى حرمته برعاية حرمه.
والحديث عن بيت الله الحرام يتفرع إلى جوانب عديدة كلها يقضى إلى ذلك البيت المعظم بسبب أو بأسباب. فهناك الحديث عن تاريخه وجوداً وهناك الحديث عن تاريخه بناء وعدد تلك المرات التي شرفت يد البنائين بالعمل فيه، وهناك الحديث عن مناسك التعبد حوله أو فريضة الحج... إلى آخر تلك الجوانب التي لا ينقضي الحديث عنها. ولا ينتهي البحث حولها.
واختلاف الآراء حول تاريخ وجود البيت، وعدد مرات بنائه أمر طبعي، لا حرج فيه. فإن الأمر إذا كان ذا شأن شغل من الناس بقدر شأنه. وبيت الله الحرام لا يدانيه أمر في عظيم شأنه، وسمو مكانته، ورفعة قدره، لنا فقد اشتغل الناس به بقدر مكانه في أنفسهم، أضف إلى ذلك أن الاشتغال ببيت الله الحرام ليس من باب إشباع الفضول كما في كثير من الشؤون الأخرى ولكن الاشتغال به عبادة، والبحث حوله قربة، والاهتمام بأمره مرضاة للرب سبحانه وتعالى مدفعة للشر والضر، مجلبة للخير والبر.