أصعب شئ أن يخطأ الإنسان ولا يعترف بالخطأ، والأصعب هو العناد الذي ينتج عن الغضب، والإصرار على وجهة النظر حتى وإن كانت خاطئة، وهذا مأزق تقع فيه معظم الزوجات، خاصة العنيدات منهن، ولذا يجب أن نتعلم كيف ندير صفة الغضب بأنفسنا ونتحكم فيها قبل أن تؤدي بحياتنا الزوجية بأكملها.
لماذا الغضب؟
الغضب في حد ذاته ليس خطأ، فهو انفعال بشري طبيعي، ولا يوجد إنسان سوي لا يغضب، ولكن الخطأ في التمادي في هذا الغضب، وأن ينتهك غضبنا خصوصيات الآخرين، ويجعلنا نتعدى على حقوق لا نمتلكها، ونجرح أشخاص لم يفعلوا لنا شيئاً سوى أنهم أحبونا بصدق، ونترك الأمر للانفعال أن يدفع بنا للمزيد من الأخطاء التي لن يغفرها الشريك أبداً، خاصة إذا كانت هذه الأخطاء اهانة أو تهديد.
الغضب نوعان
وفي الحقيقة نستطيع أن نصنف الغضب في نوعين أساسيين هما :-
1- الغضب القاتل
وهو الغضب الذي نفقد فيه أعصابنا، ويؤدي بنا إلى حالة عدم الوعي فيما نفعل أو نقول، وهو غضب من شأنه أن يدمر الحياة الزوجية، في حالة إذا ما مر الزوج أو الزوجة بهذه الحالة الشديدة من الغضب.
2- الغضب المؤقت
وهي حالة تنتاب أي شخص طبيعي بعدها يهدأ، ويستطيع التفكير جيداً في أسباب المشكلة، ويسعى لحلها، كما أن هذا الغضب يرتبط بثقافة الاعتذار، حيث أن الشخص العاقل هو من يعتذر إذا أدرك أنه أذى الطرف الآخر أثناء غضبه.
كيف نسيطر على الانفعال الغاضب ؟
1- التماس الأعذار
شئ مهم لأي زوج وزوجة أن يلتمسا لبعضها البعض الأعذار، الأمر الذي سيقلل حتماً من حدة الانفعال، لأن التماس العذر دائماً ما يهدأ من ثورة الغضب داخل النفس.
2- الابتعاد عن الأنانية
الشخص الأناني لا يسامح، ولا يغفر، ولا يلتمس الأعذار، وهو الخاسر دائماً، لأن الحياة الزوجية شراكة دائمة بين طرفين، شرط أن يتنازلا أحياناً حتى تستمر سفينة الحياة الزوجية في السير بأمان.
3- الغفران
العفو والغفران إذا أخطأ زوجك بحقك لا يعني ضعفك، بالعكس هذا يعني أنكِ امرأة قوية ومتسامحة، فلا تجعلي غضبك يسيطر عليكِ، فتفقدين الرجل الذي أحببتيه وتزوجتيه، ولذلك فاحرصي أن يكون غضبك معتدل، واتركي مساحة داخل قلبك للتسامح والغفران.
واعلمي أن لو كان الغضب نهاية للعالم، ما بقى زوجان على وجه الأرض، لذا لا تجعلي من غضبك بمثابة المباراة النهائية بينك وبين زوجك.