تبدأ الكاتبة الفرنسية الدكتورة «فيرا دي جوا» كتابها «انهيار العلاقة بين الرجل والمرأة» بقولها: إن العش الدافئ الذي يبنيه الزوج والزوجة منذ بداية دخولهما حياتهما المشتركة يتصدع وينهار بسبب ثلاث آفات مدمرة: أولها: الخيانة، وثانيها: أن يظهر أحد الطرفين عدم احترامه للآخر، وثالثها: عدم وجود أحلام أو أهداف مشتركة في حالة الخيانة الزوجية، تصبح الحياة بالنسبة للزوج أو الزوجة أمرًا مقيتًا إلى الحد الذي يندفع فيه أحد طرفي العلاقة الزوجية، ويرتكب جريمة؛ ليتخلص من شريك حياته الذي أقدم على هذه الفعلة الشنعاء. ولكن مع تطور الحياة العصرية ونتيجة لاختلاط الحضارات والثقافات تبين أن 75% من الأزواج خاصة في المجتمعات الغربية يمكنهم التغاضي عن فعل الخيانة والتسارع إزاءه إذا حدث مرة واحدة فقط، أما إذا تكرر هذا الفعل، فمن المستحيل التغاضي عنه. وفي المرة الواحدة قد يتم قبول الاعتذار عن فعل الخيانة، لكن هناك 25% من الرجال والسيدات لا يقبلون بذلك، وعندئذ لا مفر من الانفصال على الفور. أما الآفة الثانية في الحياة الزوجية فهي أن يجرح أحد طرفي العلاقة الزوجية كرامة الآخر؛ لأن الكرامة تمثل أهم رأسمال للرجل أو للمرأة، فإذا اعتدت المرأة على زوجها بالإهانة أو السب، فهناك رجل قد يقبل ذلك دون رد فعل، وهناك آخر يتخذ موقفًا مبدئيًا برفض ذلك ثم يسعى إلى تقصي الحقائق، والأسباب التي دفعت زوجته إلى مثل هذا التصرف، ثم السعي لإطفاء النار المشتعلة بينهما التي دفعت الزوجة إلى توجيه الإهانة لزوجها. وقد يعتدي الزوج بالضرب على زوجته، لكن إذا نجحا معًا في إزالة الأسباب التي أجبرته على ذلك، فربما تسير الحياة بينهما في طريقها الصحيح. أما إذا استمر عدم الاحترام سائدًا بين الزوج والزوجة فإن الانفصال يكون الحل، وتذكر الإحصاءات أن 8% من الأزواج والزوجات يرون أن إنهاء العلاقة أمر ضروري إذا فقد أحد الطرفين احترامه لشريك حياته.. أما الآفة الثالثة في الحياة الزوجية فهي آفة عدم وجود أحلام أو أهداف مشتركة؛ مما يجعل باطن حياتهما الزوجية هشًّا بلا حب أو عاطفة، ويبدو مزخرفًا من أجل المجتمع ونظرته. وهذه الحالة تجعل 65% من الأزواج والزوجات يقدمون على إنهاء علاقاتهم الزوجية، وذلك بسبب زيادة التباعد بين الزوجين نتيجة انعدام الإحساس بالمشاركة الوجدانية، وبالهدف وبالحلم المشترك.
وبرغم أن هذه الآفات الثلاث تتسبب في تدمير العلاقات الزوجية، إلا أن هناك نسبة من النساء تصل إلى 80% يقبلن الاستمرار في حياة زوجية تعيسة؛ متعللات بأن الأطفال في حاجة إليهن. وهذا النوع من النساء يفرغن كل ما في وجدانهن من أجل رعاية أطفالهن، وهو ما يمثل لهن التعويض العاطفي.
أما الأزواج الذين يفضلون قبول التعاسة الزوجية حتى لا يضيع مستقبل الأطفال فتصل نسبتهم إلى 30%.. وهناك أيضًا نسبة 50% من الرجال يفضلون الانفصال وعدم قبول حياة فاشلة وحجتهم في ذلك أنه من الأفضل أحيانًا الانفصال؛ حتى يستطيع الصغار النمو في مناخ هادئ خال من الصراعات الزوجية والعلاقات المتوترة التي تؤثر سلبًا عليهم.
• أشياء أخرى..
النساء يفهمن الرجال..
ولكن لا يفهم النساء إلا النساء..