النمو النفسي للطفل ومراحل النمو

إلى جانب النمو الجسدي والعقلي للطفل هناك نمو آخر غير منظور وهو النمو النفسي الذي يتطور عبر مجموعة الخبرات والانطباعات التي تشكل عالمه الداخلي وتلعب دورا مهما في تكوين شخصيته وتطورها في المستقبل.
" الاتحاد" التقت الباحث مراد ماجد مدير قسم أحداث الكرخ حيث تم وضع عدة تساؤلات أهمها مراحل النمو الأولى للطفل – دور العائلة في ردود الفعل عليه- ودور المراهقة وأثارها عليه. حيث أجابنا مشكوراً على تساؤلاتنا:-
* ما هي مراحل النمو للطفل؟


- يعرف النمو علمياً بأنه تطور فيزيائي وتكامل هيكلي يحدث في جسم الإنسان كزيادة الطول والوزن وتغير الأعضاء الداخلية وخلال هذه العمليات هناك تطور طبيعي يأتي نتيجة للتغيرات الحادثة في جسم الإنسان وأعضائه.
أما مراحل النمو الأولى ففي هذه المرحلة يتعرض الطفل لضغوط نفسية تتفاعل مع البرمجة الطبيعية لحالة الطفل النفسية فإما أن تكون وراثية أو بيئية أو حالات اجتماعية لفقدان صديق عزيز أو انتقال العائلة إلى مكان آخر مما يؤثر عليه فترة ما، والأطفال يتفاعلون مع ضغوط وتصرفات مختلفة على شكل أحلام ليلية أو التبول في فراشهم أو الخجل أو العناد أو الخوف عند سماع قصة مخيفة وعلى الوالدين ملاحظة هذا التغير في تصرفات أطفالهم وعدم إهمالها وتركها للزمن لحلها.
*ما دور العائلة في ردود الفعل عليه؟
بعد هذا التغير الحاصل في نفسية الطفل وردود الأفعال عليها يجب على الوالدين التخفيف من هذه الضغوط على الطفل التي قد تطور وتصبح معقدة صعبة الحل وبخاصة في حالة انهماك الأهل في أمور تبعدهم عن التصرف على أعراض الضغوط وأسبابها كذلك يلعب الجهل دوراً كبيرا في عدم التعرف على مثل هذه الأسباب لذا وجب على الأبوين تهيئة جو نفسي ملائم للطفل وعدم وضعه في مأزق عائلي صعب بحيث يجعله يتفاعل مع الأحداث التي تصاحب مجرى حياة الأسرة، ومما لاشك فيه إن قابلية التحمل أو الاستجابة لمثل هذه العوامل تختلف درجتها بين طفل وآخر قد تصاحبه طوال فترة حداثته وقد تسبب له حالات مثل النزعة السلبية والحساسية والعداء المستمر والعصبية لذلك فأن العوامل المحيطة بالعائلة – الاجتماعية والعاطفية- لها تأثير كبير في تقدم حالة الطفل النفسية وسرعة تخلصه من المشكلة التي تأثر بها وتكسبه قدرة كبيرة على تحمل الأحداث المقبلة.
* المراهقة وآثارها السلبية على السلوك؟
ـ فترة المراهقة هي من الفترات الطبيعية في حياة الفرد فيجب على الأسرة فهم هذه المرحلة وإدراكها، فالمحيط العائلي له تأثير بالغ على بلورة وتقدم فكر الطفل ومساعدته على تجاوزها بسلام. والمراهق الذي يمر بظروف طبيعية أن يلازم ويصاحب الأحداث مهما بلغت شدتها وعكسها بأسلوب ممكن ملاحظته عن طريق سلوكه وتصرفاته مع محيطه وبيئته وقد يكون العكس هو الصحيح حيث تتولد للمراهق أزمة نفسية صعبة بحيث لايمكن حلها إلا بعد اللجوء إلى المختصين وتلافيها بعد عناء جهيد من قبل الأسرة وقد تصدر من المراهق تصرفات وسلوك غير مقبول اجتماعيا والذي قد يستمر لفترة ما حتى يتم تصحيح الوضع ويتجاوز هذه المرحلة.
وللوقاية يجب عدم إهمال الطفل لفترة طويلة كي لا تعكس أسلوبا سلبيا قد يؤثر على مستقبله ومن المعروف أن الطفل يتأثر في حداثته بعاملين أساسيين هما - المجتمع والمدرسة - فيحتاج الطفل هذين العاملين لإبراز اهتمامه وحث عقله وتفكيره على النمو والتطور الطبيعي، ويتكيف الطفل ويتدرب بهذين العاملين حسب القيم والأفكار والعادات المحيطة به مع تلك المجموعة البشرية من حوله المؤثرة على وضعه النفسي في إبراز قابلياته وأفكاره وحركاته التي تحتاج إلى التوجيه بين الحين والآخر