يدعي الملحدون أن الإيمان بالله تعالى من صنع البشر وأن الرسل يكذبون على الناس ليسيطروا عليهم. ولذلك فإن الأديان حسب زعمهم من صنع الإنسان نفسه وأنه لا يوجد إله لهذا الكون، ولذلك سعوا لجعل الأطفال ملحدين بالفطرة أي منذ ولادتهم يلقنونهم تعاليم الإلحاد.
ولكن المفاجأة أنه في أحدث بحث علمي تبيَّن أن الأطفال يولدون وفي داخلهم معلومات ولا علاقة للوراثة بها وهي محددة بثلاث صفات أساسية كما يلي:
1- الإيمان بالله الواحد: حيث وجد العلماء أن الطفل يولد ودماغه مجهز بأفكار محددة تقول له: إن الله هو خالق الكون، وأن كل شيء له سبب، وأن الله واحد وليس متعدد.
2- الصدق: حيث وجد العلماء بعدد دراسة الدماغ أن خلايا الدماغ مهيَّأة للصدق، وأن دماغ الطفل مبرمج لكي يكون صادقاً وليس كاذباً. وكذلك تمييز الخير عن الشر.
3- التعلم: حيث يولد الطفل وهو مهيَّأ لتعلم اللغة، على عكس بقية الكائنات التي لا تستطيع النطق أو البيان. فدماغ الإنسان مجهز بمعلومات دقيقة ليتعلم ويتكلم ويبدع!
وأقول: أليس هذا بالضبط ما تعبر عنه الآية الكريمة: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]، فسبحان الله!
هذا بحث علمي جديد يؤكد أن الإنسان يؤمن بالله فطرياً أو طبيعياً (حسب صحيفة التلغراف 2011) فالإيمان بالله تعالى هو جزء من الطبيعة البشرية وجزء من تصميم الإنسان. وهنا نتذكر قوله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ) [الأعراف: 172]..
فالله عز وجل منذ أن كان الإنسان في عالم الذرّ وقبل أن يخلق البشر وضع في داخله فطرة الإيمان بالله، وهو ما يمتشفه العلماء اليوم، فسبحان الله!!
وفي بحث جديد أيضاً لجامعة أكسفورد تبين أن الإنسان بفطرته يؤمن بالله تعالى ويؤمن بالآخرة أيضاً.. لقد أكدت أربعون دراسة منفصلة وفي بلدان متفرقة وتشمل ثقافات متنوعة، أثبتت الدراسات التحليلية أن البشر لديهم ميول طبيعي للاعتقاد بوجود خالق للكون وكذلك يقين بالآخرة.
ويقول الباحثون من جامعة أكسفورد إن الاعتقادات الدينية للبوذيين أو الهندوس أو اليهود والنصارى... تأتي حسب التاعليم التي يلقنها الآباء للأبناء، وتختلف من ثقتفة لأخرى، ولكن الشيء الذي يوجد في أعماق الإنسان ويولد معه هو الإيمان بالله واليوم الآخر!!
ومن هنا نتذكر أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد سبق هؤلاء العلماء لتأكيد هذه الحقيقة عندما قال: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) [رواه مسلم]. هذا الحديث يشهد على صدق النبي الكريم... تطابق كامل بين الدراسة العلمية التي أنفق العلماء فيها ثلاثة ملايين دولار (بتاريخ 2013 May 11) وشارك فيه الكثير من الباحثين برعاية جامعة أكسفورد.. والآن سؤالنا لكل ملحد: هل تصدق ما تقوله جامعة أكسفورد؟ نحن نصدق ما قاله النبي الأعظم قبل 14 قرناً ولذلك فإننا نؤمن بالله تعالى... فالحمد لله على نعمة الإسلام..